يشهد القطاع الفلاحي تحديات جمة منذ الموسم الماضي، حيث تأثر بشح الأمطار والجفاف، مما ينعكس سلباً على الثروة النباتية والحيوانية. يترقب الفلاحون بشغف وصبر وصول الأمطار، خاصة مع انطلاق حملة غرس الحبوب، وعلى وجه الخصوص القمح والشعير، في ظل تحديات جفاف غير مسبوق.
تحديات هائلة هذا الموسم مع تفاقم الجفاف |
تأخر موسم الخريف لهذا العام دفع الجزائريين إلى الدعاء لله بالغيث، وتمت إقامة صلاة الاستسقاء في جميع أنحاء البلاد. وفيما يتعلق بتأثير تأخر الأمطار على القطاع الفلاحي، يؤكد الأستاذ بن بلقاسم عبد القادر، مدير الأبحاث في المعهد الوطني للأبحاث الزراعية "ناحية الشرق"، على أن الجزائر تعيش حالة جفاف غير مسبوقة، مما يعيق العمليات الزراعية بشكل كبير.
وفي هذا السياق، يعاني الفلاحون من صعوبات في عمليات الحراثة نتيجة جفاف الأرض، وتأثر الآلات الزراعية بشكل يؤثر على جدولة الزرع. تأخر حملة غرس الحبوب بنسبة 50% بسبب شح الأمطار.
تجدر الإشارة إلى أنه تم توجيه نصائح للفلاحين لزراعة الأراضي حتى في ظل غياب الأمطار، مستخدمين آلة خاصة تُعرف بـ "الرولو" لتسهيل عملية الزرع. يُشجع الفلاحون على ذلك نظرًا لأهمية زراعة البذور وعدم تأجيلها.
وبخصوص الحالة الجوية المتوقعة، تشير التوقعات إلى سقوط أمطار خفيفة في الأيام القادمة، مما قد يشكل تحسناً طفيفًا في الظروف الجوية. وفي نهاية نوفمبر، يُتوقع أن تتغير الوضعية الجوية بشكل أكبر، مع سلسلة من الاضطرابات الجوية وتساقط الأمطار.
من جهة أخرى، يشير مدير الأبحاث الزراعية إلى أن المواسم الجافة التي شهدوها في السنوات الأخيرة لم تكن مألوفة، مع تسجيل خسائر تراوحت بين 40 و80%، حسب المناطق. ويستعرض النماذج الرقمية للرصد الجوي توقعات بسقوط الأمطار بكميات معتبرة نهاية الشهر، مما يثلج صدور الفلاحين الذين يتطلعون إلى تحسن الأوضاع الجوية لاستئناف عمليات الزراعة بشكل كامل.