نشر البيت الأبيض، مساء الجمعة، صورة جمعت الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، على هامش قمة ألاسكا التي عُقدت مؤخراً، وأرفقها بتعليق لافت جاء فيه: "الهدف دائماً هو السلام".
وتُظهر الصورة الرئيس ترامب وهو يوجّه حديثه إلى المترجم الواقف بجوار الزعيمين، بينما يشير بيده نحو بوتين. في المقابل، بدا الرئيس الروسي وهو ينظر إلى نظيره الأميركي بنظرة وُصفت بالندية، ما أثار تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي.
رسائل سياسية بين السطور
المراقبون اعتبروا أن اختيار البيت الأبيض لهذه الصورة بالتحديد يحمل دلالات رمزية، إذ إنها تعكس حالة من التوازن الحذر في لغة الجسد بين الزعيمين. فبينما ظهر ترامب في موقف المتحدث والمبادر، بدا بوتين ثابتاً وهادئاً، ينظر مباشرة إلى محاوره دون أن يفقد صمته الدبلوماسي.
ويرى محللون أن نشر الصورة مع عبارة "الهدف دائماً هو السلام" يأتي في سياق محاولة إبراز الجانب الإيجابي من القمة، رغم الخلافات العميقة بين واشنطن وموسكو بشأن ملفات الأمن الدولي، وأوكرانيا، والطاقة.
تفاعل داخلي وخارجي
على الصعيد الداخلي، أثارت الصورة نقاشاً بين مؤيدي ترامب الذين اعتبروا أن اللقطة تعكس "حزم الرئيس السابق وقدرته على فرض الاحترام"، وبين معارضيه الذين رأوا أنها "إخراج إعلامي محسوب" أكثر من كونها دليلاً على نتائج حقيقية.
أما دولياً، فقد اهتمت وسائل إعلام روسية بالصورة، معتبرة أنها تُظهر "ندية موسكو" في مواجهة واشنطن، بينما وصف بعض المعلقين الأوروبيين المشهد بأنه "جزء من مسرحية سياسية" هدفها إرسال رسائل مهدئة للأسواق والرأي العام العالمي.
بين الرمزية والواقع
وبينما يختلف المراقبون حول تفسير اللقطة، إلا أن المؤكد أن صورة ترامب وبوتين في ألاسكا أعادت إلى الواجهة لغة الجسد كأداة دبلوماسية، وأكدت أن الصور أحياناً قد تكون أقوى من البيانات الرسمية في إيصال الرسائل السياسية.